المجال شبه الحضري لمدينة الرباط الكبرى

العودة للمجلّة >

كوثر السالك

بعيداً عن التمييز التقليدي بين القرى والحواضر، يهدف هذا البحث، الذي أنجز في إطار أطروحة الدكتوراه، إلى دراسة المجال شبه الحضري في ضواحي المدن الكبرى والذي يجمع بين خاصيات المدن والقرى في نفس الوقت. لإتمام هذه الدراسة، تم التركيز على مدينة الرباط ووضع الفلاح في مركز منظومة الفاعلين المؤثرين على ديناميكيات المجال شبه الحضري. وكجزء من منهج الجغرافيا الاجتماعية، أجريت سلسلة من الدراسات الاستقصائية الكمية (الاستبيانات) والنوعية (المقابلات وقصص الحياة) مع الجهات الفاعلة المؤسساتية والسلطة المحلية والفلاحين من أجل اقتراح عناصر إجابة على الإشكالية التالية: كيف يواجه الفلاح شبه الحضري غزو مدينة الرباط الكبرى؟

يتشابه نمط النمو الحضري في المغرب وتأثيره على ضواحي المدن الكبرى مع كثير من البلدان النامية الأخرى، وتعد الضواحي القروية لمدينة الرباط الكبرى تجسيداً لهذا النمو الذي أدى إلى إنشاء مدينة استعمارية جديدة إلى جانب المدينة القديمة في فترة الحماية الفرنسية. بعد استقلال المغرب عن فرنسا، نتجت مدد حضري فوضوي إثر سيطرة النخبة على أراض شاسعة داخل المجال الحضري، مما أدى إلي رمي الأسر الفقيرة في هوامش المدينة. أما في الفترة الأخيرة، وفي سياق العولمة المبنية على نظام إقليمي 1 ومنطق اقتصادي جديدين، فقد شهدت ضواحي العاصمة، مثل العديد من المدن العربية والمغربية الكبرى، تمدداً حضرياً يخضع لسيطرة الجهات المختصة، ويتميز بظهور مشاريع حضرية ضخمة تهدف إلى إدراج المدن الكبرى في التنافسية العالمية. 2

من الجدير ذكره أن الخطابات الليبرالية في الدول المتقدمة والدول النامية تشجع على نمو حضري باعتباره ركيزة أساسية للتنمية، غير أن النهج المقارن أعزى الاختلاف بين هذه الدول إلى خاصيات السياسات العمومية. ففي الدول المتقدمة، تقوم الدولة والمجتمع المدني بالتعبئة معاً للحفاظ على الأراضي الفلاحية المحيطة بالمدن من خلال اعتماد قوانين تتعلق بحماية هذه المناطق وإنشاء حدائق طبيعية تضم أنشطة فلاحية. خلافا لذلك، يمثل الوضع في المغرب– باعتبارها دولة نامية ¬– تبايناً بين منطقين رئيسيين: منطق التنمية المستدامة الذي يدعو إلى الحفاظ على المساحات الطبيعية (بما في ذلك المساحات الفلاحية)، والمنطق الاقتصادي القوي الذي يسعى إلى ترسيخ التنافسية والاستثمارات ذات العائد المرتفع، والتي بدورها تلتهم المناطق الزراعية.

وفيما يخص سياسات التنمية الفلاحية في المغرب، فقد كشفت مقابلات هذه الدراسة مع الجهات الفاعلة في وزارة الفلاحة عن النهج الإنتاجي لمخطط المغرب الأخضر الذي يعد أحد أهم الاستراتيجيات الوطنية، إلا أنه يتجاهل النهج متعدد الوظائف (multi-functionality) للمجالات الفلاحية خاصة المتواجدة في الضواحي. ويرجع هذا الإهمال إلى هزالة المنتوج الفلاحي وشبح الزحف الحضري والتمدن الذي يحوم بهذه المناطق. أما على مستوى قطاع إعداد التراب الوطني والتعمير 3 ، فقد اعتمد منذ السبعينيات على الاستثناءات في مشاريع التمدين الكبرى على حساب الأراضي الفلاحية، ولكننا نراه اليوم يقوم بإلقاء خطابات مشبعة بقيم التنمية المستدامة، ويقدم بفخر الجيل الجديد من وثائق التخطيط التي تسلط الضوء على المدينة المدمجة والحفاظ على الأراضي الفلاحية. ومع ذلك، فإن واقع اختيار إنشاء مشاريع حضرية كبيرة في الضواحي الريفية للمدن يعكس الأولويات الاقتصادية للبلاد، الشيء الذي يجسد الضغوط التي تعرفها الضواحي والتي تضع الأنشطة الفلاحية في المرتبة الثانية مقارنة بأنشطة اقتصادية أخرى تعتبر أكثر تنافسية.

لقد أدى النمو الحضري الذي شهدته الجماعات الترابية 4 المتواجدة على ضواحي الرباط الكبرى إلى تغيرات عدة، تتمثل في تغيير تصنيف الأراضي الفلاحية وارتفاع كثافة ساكنة الدواوير المجاورة للمراكز الحضرية. كما أدت ظاهرة التمدين إلى توغل قوي للساكنة الحضرية المنحدرة من الطبقة الغنية والمتوسطة في الجماعات القروية المتواجدة على ضواحي الرباط الكبرى، مما أثر بشكل مباشر على المشهد القروي لهذه الجماعات التي شهدت ارتفاعاً في عدد المساكن الفاخرة المحاطة بالأسوار العالية. من جهة أخرى، أدى ذلك إلى ارتفاع ثمن الأراضي الفلاحية التي لم تعد في متناول الفلاح المحلي. وقد امتدت التغيرات التي عرفتها الضواحي القروية للرباط الكبرى لتؤثر كذلك على النظام الاجتماعي للساكنة، والذي كان يتشكل في الأساس من قبائل شبه الرحل التي عرفت أولى تغيراتها الاجتماعية في فترة الحماية الفرنسية التي عملت على تسريع عملية توطينها لأسباب أمنية، وبدت هذه التغيرات جليةً أكثر في الفترة الأخيرة، متمثلةً بانتشار قيم المجتمع الحضري الذي يعمل على نزع قيم التضامن واستبدالها بالقيم الفردية.

بناء على هذا الطرح، فقد أظهر المسح الميداني 5 المنجز في إطار هذا البحث مجموعة من الاستراتيجيات المعتمدة من قبل الفلاحين في الضواحي للتكيف مع هذه التغيرات الحضرية والاجتماعية، ويمكن تصنيفها إلى نوعين:

الاستراتيجيات الداخلية: التي تعتمد على الفلاحة التقليدية القائمة على زراعة الحبوب وتربية المواشي، وعلى تعديل حجم الأراضي الزراعية باللجوء إلى البيع في حالة قلة الموارد أو إلى كراء أراض إضافية للرفع من المنتوج.

الاستراتيجيات الخارجية: وهي تلك التي يشترك فيها جميع أفراد الأسرة، وهي قائمة على تعدد الأنشطة الغير فلاحية وعلى الهجرة نحو المدينة.  

وتجدر الإشارة إلى أن الجمع بين هذه الاستراتيجيات يخص معظم الفلاحين لكن بنسب متفاوتة. حيث أدى تصنيف المزارع الفلاحية في ضواحي الرباط الكبرى إلى تمييز هرمي بين ثلاث فئات حسب نسبة التكيف مع القرب الحضري. وقد تم تحليل رأس المال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لهذه الفئات استناداً لنظرية "الفضاء الاجتماعي" لِبيير بورديو واعتماداً على منهج تحليل الخطاب 6 القائم على قصص الحياة. 7 يعتبر بيير بورديو الفضاء الاجتماعي فضاءً مبنياً وفقاً للمسافات الاجتماعية التي تفصل بين الأفراد المتواجدين فيه، وذلك استناداً لنسبة رأس المال الذي بحوزة كل فرد. يتصور بيير بورديو وجود رؤوس أموال من أنواع مختلفة (رأسمال اقتصادي، ولكن أيضاً رأسمال ثقافي، اجتماعي، رمزي، سياسي ... إلخ). يعتبر كل نوع رأسمال بمثابة مخزون ذي حجم متفاوت، وهو ثمرة تراكم يخول الحصول على تمييز أو عائد مادي أو معنوي. بناءً على ذلك، تم تحليل هابيتوس 8 عدد محدود من الفلاحين المتواجدين في ضواحي الرباط الكبرى من خلال تسليط الضوء على رؤوس أموالهم الاقتصادية 9 والاجتماعية 10 والثقافية 11 ،بهدف فحص سلوكيات وتصورات هؤلاء الفلاحين وتعيين مظاهر التمييز بينهم. وقد أبرز هذا التحليل ثلاث فئاتٍ 12 من الفلاحين يختلفون من حيث الموارد والسلوك والإدراك. ولتسهيل عملية المقارنة، تم إسناد لقب لكل فئة: الفلاح الهش، الفلاح المقاوم، والفلاح الفائز. إن الاختلافات بين الفئات الثلاث ظهرت في البداية من خلال رأس المال الاقتصادي:

الفلاح الفائز: هو فلاح يملك أراضي زراعية ويستخدم اليد العاملة الأجيرة.

الفلاح المقاوم: هو فلاح يملك أراضي زراعية كذلك ويقتصر على اليد العاملة الأسرية.

الفلاح الهش: هو فلاح لا يملك أرض زراعية.

لكن رأس المال الاقتصادي ليس وحده المسؤول عن هذا التصنيف الهرمي. فليس من الغريب مصادفة فلاح مقاوم يملك أراضي فلاحية ذات مساحة أهم من فلاح فائز. في الواقع، المزج الوثيق بين الأنواع الثلاث من رؤوس الأموال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية هو الذي يجعل من:

الفلاح الفائز: هو فلاح شبه حضري يمتلك القدرة على تطوير فلاحة مزدهرة مع الاستفادة من مميزات القرب الحضري.

الفلاح المقاوم: هو فلاح شبه حضري في حالة نوستالجيا لنمط الحياة والإنتاج التقليديين ويفتقد القدرة على الاستفادة من القرب الحضري.

الفلاح الهش: هو فلاح شبه حضري فاقد لهوية المزارع ومتعطش للمدينة.

يتبين من خلال هذا التمييز بين فئات الفلاحين في ضواحي الرباط الكبرى أنه أمام التمدد الحضري الذي تعرفه الجهة، 13 لم تعد الحياة القروية والحضرية تعاشان بنفس الطريقة. كما وتختلف ممارسة وإدراك المجالين القروي والحضري في هذه الضواحي اعتماداً على رأس المال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لكل فئة. لكن رغم اختلافها، فإن الفئات الثلاث تعزز أطروحة التغييرات الاجتماعية التي تشهدها المناطق القروية تحت تأثير توسع المدن وتطورها نحو المجتمع الحضري.

المؤلّفة

كوثر السالك، حاصلة على شهادة الدكتوراه في مجال التعمير، حكامة المدن والتدبير الترابي من المعهد الوطني للتهيئة والتعمير (الرباط - المغرب). تحمل كذلك شهادتي ماجستير في تخصص البيئة والتنمية المستدامة بالإضافة إلى خبرة خمس سنوات في مجال أهداف التنمية المستدامة.

  1. النظام الإقليمي هو بنية فكرية متحركة ومتطورة, تتوافق خصائصه تمامًا مع تلك التي يمكن أن تعزى بشكل أعم إلى مبدأ التعقيد. وهو عبارة عن مجموعة كاملة، تتكون من أنظمة فرعية وعناصر، وكذلك من علاقات متعددة، بما في ذلك حلقات ردود فعل إيجابية أو سلبية ، والتي تتغير بمرور الوقت. في الواقع، تهيمن حلقات ردود الفعل على نظامين فرعيين أساسيين: نظام الفضاء الجغرافي ونظام الفضاء الاجتماعي(Alexandre Moine, 2006).

  2. يمكن التمييز هنا بين شكلين من الامتداد الحضري في ضواحي الرباط الكبرى: الامتداد الحضري الفوضوي: نتج عن تمدد غير مراقب للنسيجشبه الحضري وقد برز بحدة ابتداءً من فترة السبعينيات، حيث ارتفعت نسبة بيع الأراضي الفلاحية المتواجدة في الضواحي لتلبية الطلب المرتفع للساكنة الحضرية المهمشة، مما أدى إلى تزايد عدد الأحياء العشوائية.
    الامتداد الحضري المتحكم فيه: برز جلياًابتداءًمنسنة 2000،وقد نتج عن تزايد المشاريع الحضرية الكبرى التي تتمركز في المناطق القروية المحيطة بالمدن. يتم إنشاء هذه المشاريع الكبرى على أراضي الدولة أو في أراضي الملك الخاص باعتماد المصادرة.

  3. وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة

  4. الجماعة المحلية عبارة عن وحدة ترابية يتم تعيين حدودها الجغرافية بشكل دقيق طبقا لاعتبارات تاريخية وسوسيو قبلية واقتصادية ومؤسساتية أو سعيا لتحقيق تعاون وتكامل بين مكونات المنطقة. طبقا لدستور المملكة الجديد، تم تغيير تسمية الجماعات المحلية بالجماعات الترابية.

  5. شمل المسح الميداني(الكمي) 100 مزرعة،ولم يقتصر على الفلاح الرئيسي فقط بل شمل جميع أفراد المزرعة ليغطي بالتالي 826 فرداً. شمل الاستبيان أسئلة حول نظام الإنتاج الزراعي، نظام ملكية الأرض، أنشطة أفراد الأسرة، وعلاقاتهم مع المدينة وآفاق الزراعة والمزرعة في المستقبل.

  6. تحليل الخطاب هو نهج متعدد التخصصات طور في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية منذ الستينيات، وهو يستعير العديد من المفاهيم من مجالات علم الاجتماع والفلسفة وعلم النفس، وعلوم الاتصال، واللغويات. وينطبق على مواضيع متنوعة مثل الخطاب السياسي والديني والعلمي والفني على سبيل المثال. بخلاف تحليل المحتوى، في تعريفه التقليدي، يتعلق تحليل الخطاب بالمفاهيم واللغويات والتنظيم السردي للخطاب الشفوي والكتابي.

  7. تستند الطريقة المتبعة لتمييز الفلاحين على منهج قصص الحياة. هذاالمنهج هواستمرار للمسح "الكمي" الذي تم تنفيذه مسبقاً مع الفلاحين (لكن بمشاركة محدودة). تتمثل ميزة تبني أسلوب رواية القصص في ربط عناصر من حياة الفرد ومراعاة التفاعل بين الحياة الخاصة والمهنية والدينية والدراسية وما إلى ذلك، وهكذا يمكن فهم كيف تتفاعل جوانب الحياة المختلفة مع بعضها البعض.

  8. يقصد بيير بورديو بمصطلح الهابيتوس "بعض الخصال المترسخة في داخل عقول البشر وأجسادهم". ويعد الهابيتوس بمثابة مجموعة من الاستعدادات أو الملكات الدائمة التي يكون الفرد قد اكتسبها أو تطبع عليها عبر التنشئة الاجتماعية. وبالتالي، فالاستعدادات هي مجموعة من الميول والاتجاهات والمواقف المتعلقة بالتفكير والإدراك والإحساس، يستنبطنها الأفراد حسب ظروفهم الموضوعية لوجودهم، وتوظف هذه الاستعدادات بطريقة لاشعورية. وبذلك، يكون الهابيتوس هو مصدر أفعال الأفراد المجتمعيين، وهو الذي يتحكم في توجهاتهم القيمية والأخلاقية والمعيارية.

  9. رأسمال اقتصادي: هو الذي يقيس موارد الفرد المادية والمالية، ويرصد ثرواته وممتلكاته، ويحدد دخله.في هذه الدراسة و من خلال قصص حياة كل فلاح ثم التركيز على: مصادر الدخل،ملكية الأراضي والماشية،والمعدات الزراعية والإنتاج.

  10. رأسمال الثقافي: يقيس موارد الفرد الثقافية، مثل: والشهادات العلمية والمهنية، وما يملكه من مهارات وكفاءات ومواهب وقدرات معرفية ومهنية وحرفية في مجال الثقافة. في هذه الدراسة من خلال قصص حياة كل فلاح، ثم فحص الرأسمال الثقافي مند الطفولة إلى غاية الفترة الحالية بما في ذلك الأصول والخلفية التعليمية والتجربة الحياتية.

  11. رأسمال اجتماعي: يقيس ما يملكه الفرد من علاقات اجتماعية ومعارف وصداقات، تعود إلى ذكائه الاجتماعي الذي يستثمره لربط مجموعة من صلات الرحم والقرابة والصداقة والزمالة. في هذه الدراسة ومن خلال قصص حياة كل فلاح، تم التركيز على: العلاقة مع الأسرة، ثم مع الجيران، وتطورهم مع مرورالوقت، ثم حالات تطور امتداد الشبكة الاجتماعية نحو علاقات جديدة أكثر ربحية على المستوى المهني.

  12. تعد هذه الفئات عبارة عن نماذج مثالية فقط. واستنادا لمكس لفيبرفإن دراسة الفعل ألاجتماعي تتطلب وجود أداة منهجية أطلق عليها النموذج المثالي ويعني بذلك بناء أو تشييد عقلي يتشكل من خلال ظهور أو وضع سمة أو أكثر, أو وجهات نظر يمكن ملاحظتها في الواقع, والنموذج الذي يتشكل على هذا النوع يطلق عليه مثل لأنه يتحقق كفكرة. إن النموذج المثالي ليس فرضاً بل هو عبارة عن أذلة تستطيع منخلالها تحليل الظاهرات الاجتماعية وتسهل لنا عملية المقارنة بين هذه الظاهرات بعضها ببعض.

  13. حسب مرسوم رقم 2.15.40 الصادر في فاتح جمادى الأولى 1436 (20 فبراير 2015), يتألف المغرب إداريا من 12 جهة وكل جهة تنقسم إلى عدة أقاليم وعمالات هذا ويمكن تعريف الجهة – انطلاقا من المادة 100 من الدستور المغربي لسنة 1996 والمادة 1 من ظهير التنظيم الجهوي لسنة 1997 – بكونها جماعة محلية تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي والإداري، تمارس مجموعة من الاختصاصات المستندة لها بموجب القانون وهي معنية بتحقيق الاقتصادية والاجتماعية الجهوية.

قراءات ذات صلة

Previous
Previous

British Orientalist Encounters with Urban Space in Late Ottoman Palestine

Next
Next

الكلمة الافتتاحيّة