فيصل طبارة- وسام العسلي- جويل ديب

من أجل تعليم متشابك: المعماري كوسيط


في ظل ما شهده قطاع التعليم العالي في سوريا من انهيارات متتالية خلال العقد الأخير، برزت حاجة مُلحّة لإعادة النظر في التعليم المعماري والعمراني، لا بوصفه عملية أكاديمية فقط، بل كوسيط اجتماعي وسياسي، متجذر في المكان، ومتفاعل مع تحوّلاته. ينطلق هذا النص من سؤال جوهري: كيف ترتبط المعرفة ونواقلها بمدننا؟، ليطرح أزمة التعليم المعماري في سوريا كنتاج مباشر لأنظمة قمعية عطّلت الحريات الأكاديمية، وساهمت في فك الارتباط بين المعرفة والعمران. ومن هنا، يُقترح في هذا النص تصورٌ بديل للتعليم المعماري، يوسّع نطاقه ليشمل الفضاءات العامة والمجتمعات المحلية، ويُعيد للمعماري دوره كوسيط فاعل في تشكيل مدنه.

ملخص محتويات "من أجل تعليم متشابك – المعماري كوسيط"

سياق التعليم في سوريا: هشاشة مركّبة
يتناول النص تراجع التعليم العالي في سوريا نتيجة تقييد الحريات الأكاديمية، والعقوبات، والهجرة الواسعة للكوادر، وتضخّم أعداد الطلبة. ويؤكد أن المؤسسات التعليمية باتت تكتفي بإدارة الحد الأدنى من مقومات الاستمرارية، متخلّية عن دورها في إنتاج المعرفة.

أزمة التعليم المعماري: بين العزلة والإقصاء
يُسلّط الضوء على اختزال التعليم المعماري في قاعات مغلقة ومنهجيات نظرية مفصولة عن الفعل الميداني. كما يشير إلى العوائق الأمنية والبيروقراطية التي منعت الطلاب من التفاعل مع مدنهم وقراهم، مما ولّد شعورًا بالاغتراب المهني والاجتماعي والمعرفي.

المدينة كغائب حاضر في العملية التعليمية
يعكس النص مظاهر القطيعة بين التعليم المعماري والبيئة العمرانية، حيث يُمنع التصوير، وتُقيّد الحركة، ويُختزل الفضاء العام في مشاهد مرسومة على الورق دون تجريب أو مشاركة حقيقية في تشكيلها.

إعادة التفكير في المعماري كوسيط
يُقترح في النص تصور للمعماري ليس كمصمم فحسب، بل كوسيط بين المعرفة والمجتمع، بين المواد والمكان، وبين الطلاب وواقعهم. يطرح هذا التصور دورًا بديلاً للمعماري يُبنى على التجريب، والعمل الميداني، والانخراط المجتمعي.

فرصة التحوّل: ما بعد القبضة الحديدية
مع بوادر الانفراج عن النظام الذي كبّل التعليم في البلاد، يبرز أفق جديد لإعادة تشكيل علاقة أكثر عدالة بين العمران والتعلّم. ويشير النص إلى أهمية استغلال هذه اللحظة لإعادة بناء أنماط بديلة للتعليم، تمتد إلى خارج أسوار الجامعات.

مقترح لإطار تعليمي بديل
يدعو النص إلى تطوير نموذج تعليمي متجذّر في الواقع السوري، يقوم على الانخراط التجريبي، والمعرفة التشاركية، والارتباط بالفضاء العام، ويُعيد موضعة التعليم كممارسة نقدية وتحويلية.

المعماريون الجدد: من التلقّي إلى الفعل
يختتم النص بتأكيد دور الطلبة، والباحثين، والممارسين كفاعلين مركزيين في إعادة تخيّل العملية التعليمية، وبناء علاقات جديدة مع المدينة والمجتمع، تُمكّنهم من المساهمة الحقيقية في صياغة مستقبل أكثر عدالة وارتباطًا بالسياق.

فيصل طبارة

Architecture + Other Things (A+OT). هو أستاذ مشارك في العمارة في الجامعة الأميركية في الشارقة، ومؤسس مشارك لاستوديو

انضم مؤخرًا إلى جامعة كارلتون في كندا، وكان القيّم على الجناح الوطني للإمارات في بينالي البندقية 2023

وسام العسلي

في اسبانيا.يركز في عمله على تاريخ الانشاء IE هو معماري وباحث وأستاذ مساعد في كلية العمارة والتصميم بجامعة

ودمج الحرف التقليدية مع تقنيات التصنيع الحديثة والمواد الطبيعية. حاز على درجة الدكتوراه من جتم

الدكتوراه في العمارة من جامعة كامبريدج

التدريبية في اسبانياCERCAA و مؤسسة IWLab وهو مؤسس مشارك لـمختبر

جويل ديب

معمارية وباحثة، مؤسِّسة مشروع "أرشيفات المياه المشتركة – سوريا" وعضو في فريق عمل مؤسسة "أربيغوني". يتركز عملها على تقاطع تاريخ أنظمة المياه الحدودية مع التحولات الحضرية والثقافية في الشرق الأوسط، من خلال مقاربة الممارسات المائية كوسائط لإنتاج المعرفة المحلية

Previous
Previous

النقابات و تنظيمات المهن

Next
Next

بين الفاجعة و الذاكرة