استرداد العمران – عن العمارة وتحولاتها في سوريا

في هذه الفترة المفصلية والتاريخية التي تمرّ بها سوريا، ومع خروجها من حكم استبدادي مزمن، تظهر الكثير من الأسئلة حول مآلات المجتمعات السورية، وعلاقتها بالقرى والمدن، وحول كيفية استعادة العمران بعد الصراع، والنزوح، والمحو. في “استرداد العمران”، قمنا بتكثيف جهود جماعية من باحثين وطلاب سوريين لتصبح هذه التجربة بمثابة “ختم زمني” يحاول رصد أفكارنا حول العمارة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد في ٨ كانون الأول ٢٠٢٤. تحاول هذه التجربة تقديم لمحة عن عمارتنا من زوايا نظر ومفاهيم مختلفة: عن أحلامنا، ومخاوفنا، وهمومنا، وعمّا درسناه واختبرناه في السنوات الماضية، وما يمكن أن نقوله اليوم عن مستقبل العمران في البلاد.

بالتشارك بين “أربيغوني” و”العمران العربي”، نُفّذ مشروع “استرداد العمران” عبر عدّة مراحل شملت التواصل والحوار المفتوح بين الأكاديميين والمعماريين السوريين اليافعين، وتنظيم ورش عمل جمعت معماريين وباحثين وطلابًا لمناقشة محاور المشروع وصياغة مقاربات بديلة. خلُص المشروع إلى ثمانية أوراق تأسيسية تناولت: الساحات وحقوق التجمع، السكن والعدالة المكانية، التشاركية في إعادة الإعمار، دور النقابات وتنظيمات المهن، البيئة والمواد والمصادر المحلية، العمران بين الفاجعة والذاكرة، التعليم المعماري، والتراث والعمارة

نحن وسام العسلي(منسق)- جويل ديب (منسق ) - ندي ابو سعادة (منسق) - هدى فنصة-الاء الشرفاوي الجزائرلي-فراس حواصلي-اياس شاهين-رهام الجوراني- نور حرستاني- تالة الشامي- ادوار حنا - احمد صلاح- ميرما الورع - فيصل طبارة-عمار عزوز-سامر سعيد- ديمة ديوب-ياسر بطيخة-ملهم خربطلي

الفراغات العامة في محيط قلعة حلب، أمام مبنى السراي المدمر- © ميرما الورع, حلب ٢٠٢٢

استكشاف المحاور

استرداد العمران – عن العمارة وتحولاتها في سوريا

تشمل هذه الأوراق مفاهيم ونظريات حول كل محور، وتشخيصًا لواقعه في سوريا، وهي بمثابة شهادة جماعية، حوار مفتوح، وتحفيز فكري. وُلدت هذه الأوراق من نصوص تمهيدية كتبها باحثون سوريون لورشة “استعادة العمران” التي عُقدت في دمشق في شباط ٢٠٢٥، حيث اجتمع معماريون وطلاب في استكشاف نقدي للبيئة المبنية: ما الذي فُقِد؟ ما الذي صمد؟ وما الذي يمكن أن ينبعث من جديد؟

نرى في هذه المبادرة طبيعة تعليمية في المقام الأول، موجهة لطلاب العمارة في المرحلة الجامعية كأوراق يمكن الرجوع إليها حول النقاط المطروحة، وطبيعة توثيقية في الوقت ذاته، إذ نؤمن بأهمية تسجيل ما نفكر به اليوم ليكون مرجعًا نستند إليه في المستقبل.

يعتبر استرداد العمران بيانا لمن يؤمن أن البيئة المبنية ليست كيانًا محايدًا، بل جزء لا يتجزأ من المصير السياسي، الاجتماعي، والبيئي لسوريا